يُعدّ التعليم في الأردن واحدًا من أبرز مقوّمات التنمية الوطنية وأهم ركائز التقدّم الاجتماعي والاقتصادي. فمنذ تأسيس الدولة الأردنية، أولت الحكومات المتعاقبة هذا القطاع اهتمامًا خاصًا، إدراكًا لدوره الحيوي في بناء الإنسان وصناعة المستقبل.
ومع تطور العالم ودخول التكنولوجيا إلى كل جانب من جوانب الحياة؛ أصبح تطوير التعليم وتحديثه ضرورة وطنية، لا خيارًا إضافيًا، وبين التعليم الإلزامي والتعليم العالي، والتعليم المهني والتعليم الإلكتروني، رسمت المملكة مسارًا متميّزًا جعلها من الدول الرائدة إقليميًا في جودة التعليم وشموليته.
وهذا المقال يستعرض نظام التعليم في الأردن بمراحله المختلفة، ويرصد تطور التعليم في الأردن عبر العقود، مسلّطًا الضوء على التحول الرقمي في العملية التعليمية، وأهم السياسات والإنجازات التي جعلت من الأردن نموذجًا في الاستثمار في رأس المال البشري والمعرفة.
أولًا: لمحة شاملة عن التعليم في الأردن
يمتاز نظام التعليم الأردني ببُنية متكاملة تضمن لكل فرد فرصة الحصول على التعليم منذ المراحل الأولى وحتى التعليم العالي، وهو ما يجعل الأردن من الدول ذات النسب المرتفعة في معدلات الالتحاق بالمدارس والجامعات في المنطقة.
نظام التعليم: المراحل الأساسية والثانوية
يتكوّن نظام التعليم في الأردن من ثلاث مراحل رئيسية:
التعليم الأساسي (الإلزامي): ويمتد من الصف الأول حتى العاشر، وهو إلزامي ومجاني في المدارس الحكومية، مما يعزز مبدأ المساواة في فرص التعليم.
التعليم الثانوي: ويشمل الصفين الحادي عشر والثاني عشر، وينقسم إلى مسارين رئيسيين هما:
المسار الأكاديمي الذي يُعدّ الطلبة للالتحاق بالجامعات.
المسار المهني الذي يركّز على التدريب العملي واكتساب المهارات التقنية.
التعليم العالي: الذي يشمل الجامعات والكليات التقنية، ويُعدّ أحد أعمدة اقتصاد المعرفة في الأردن.
الوضع الحالي: إنجازات وتحديات
حقق الأردن خلال العقود الماضية إنجازات مهمة في مجالات التعليم، من أبرزها ارتفاع نسب الإلمام بالقراءة والكتابة لتتجاوز 98%، وتوسّع التعليم العالي ليشمل جامعات ومؤسسات متخصصة في مختلف المحافظات، كما احتل الأردن مراتب متقدمة في مؤشرات التعليم الإقليمي، بفضل جودة المعلمين وتنوّع البرامج الأكاديمية.
لكن رغم هذه الإنجازات، ما يزال القطاع يواجه تحديات أبرزها: تكدّس الصفوف، وتفاوت جودة التعليم بين المدن والأطراف، وضرورة تطوير المناهج لتواكب التحول الرقمي وسوق العمل العالمي، وهذه التحديات تفتح الباب أمام حلول مبتكرة تجمع بين التعليم التقليدي والتعليم الإلكتروني في الأردن، لتشكّل مزيجًا أكثر مرونة وشمولية.
ثانيًا: تطور التعليم في الأردن والمسارات الثانوية
شهد التعليم في الأردن خلال العقود الماضية مسارًا تطوريًا متدرّجًا يعكس وعي الدولة بأهمية التعليم كركيزة أساسية للتنمية؛ فمنذ بدايات القرن العشرين، اقتصر التعليم على المدارس الصغيرة في المدن والقرى الكبرى، لكن مع تأسيس وزارة التربية والتعليم في خمسينيات القرن الماضي، وُضعت الأسس الأولى لنظام وطني متكامل.
التعليم الإلزامي والتعليم الأساسي
بدأ تطبيق التعليم الإلزامي في الأردن رسميًا في سبعينيات القرن الماضي، ليشمل كل طفل بلغ سن الدراسة، وقد ساهم هذا القرار في تحقيق قفزة نوعية في معدلات الالتحاق، خصوصًا بين الفتيات وفي المناطق الريفية، مما جعل الأردن من أوائل الدول العربية التي رسخت مبدأ التعليم كحق أساسي للجميع.
ومع توسع التعليم الأساسي، تم تطوير المناهج الدراسية تدريجيًا لتواكب احتياجات العصر، مع إدخال مواد جديدة تركز على المهارات الحياتية والتفكير النقدي، بدل الاقتصار على التلقين والحفظ.
التعليم الثانوي: المسارات الأكاديمية والمهنية
يشكّل التعليم الثانوي في الأردن الجسر الذي يربط بين التعليم الأساسي والتعليم العالي، وهو مرحلة حاسمة في تحديد مستقبل الطالب الأكاديمي أو المهني، وينقسم هذا التعليم إلى مسارين رئيسيين ضمن ما يُعرف بـ مسارات التعليم الثانوي في الأردن:
المسار الأكاديمي: يركّز على المواد النظرية والعلمية التي تؤهل الطالب للالتحاق بالجامعات.
المسار المهني: يُعرف أيضًا باسم التعليم المهني في الأردن، ويهدف إلى تأهيل الطلبة لسوق العمل من خلال التدريب العملي في مجالات مثل الكهرباء، والميكانيك، والحاسوب، والفندقة.
ويُعد هذا المسار ركيزة مهمة في تقليص الفجوة بين التعليم وسوق العمل، خاصة مع ازدياد الطلب على المهارات التقنية في الاقتصاد الحديث.
من الماضي إلى الحاضر: إصلاحات سياسة التعليم في الأردن
منذ مطلع الألفية الجديدة، تبنّت وزارة التربية والتعليم مجموعة من الإصلاحات التي تهدف إلى تطوير التعليم في الأردن، سواء من خلال تحديث المناهج، أو دمج التكنولوجيا في العملية التعليمية، أو تحسين جودة تدريب المعلمين.
وقد ركّزت سياسة التعليم في الأردن على تعزيز التفكير الإبداعي، وتشجيع الطلبة على الابتكار، مع إعادة تصميم بيئة التعليم لتكون أكثر تفاعلية ومواكبة للتطورات العالمية. هذه الجهود جعلت من الأردن نموذجًا إقليميًا في التوازن بين الأصالة التعليمية والتحديث التكنولوجي.
ثالثًا: التعليم الإلكتروني وتكنولوجيا التعليم في الأردن
في ظل التحولات الرقمية العالمية، أصبح التعليم الإلكتروني في الأردن أحد أهم محاور التطوير في منظومة التعليم الوطنية؛ فقد أثبتت التجربة أن التكنولوجيا ليست مجرد أداة مساعدة؛ بل أصبحت عنصرًا أساسيًا في بناء نظام تعليمي أكثر مرونة وشمولًا.
التعليم عن بُعد والتعليم المفتوح: فرص وتطبيقات
برز التعليم عن بعد في الأردن بشكل ملحوظ خلال جائحة كورونا، حيث شكّل تجربة غير مسبوقة دفعت المدارس والجامعات إلى تبنّي تقنيات التعليم الرقمي بسرعة، ورغم التحديات التي واجهت البُنية التحتية والاتصال بالإنترنت في بعض المناطق، إلا أن التجربة كشفت عن إمكانات كبيرة لإعادة تصور التعليم بما يتناسب مع متطلبات المستقبل.
كما شهدت السنوات الأخيرة توسعًا في برامج التعليم المفتوح في الأردن، التي تمنح الطلبة والموظفين فرصة متابعة دراستهم الجامعية أو المهنية عبر الإنترنت دون الارتباط بمكان أو زمن محدد. هذه النماذج المرنة مكّنت شريحة واسعة من الشباب والنساء في المحافظات البعيدة من الوصول إلى فرص تعليمية كانت سابقًا محدودة أو غير متاحة.
تكنولوجيا التعليم في الأردن: واقع وتوجّهات مستقبلية
تعمل وزارة التربية والتعليم، بالتعاون مع مؤسسات وطنية ودولية، على إدماج تكنولوجيا التعليم في الأردن في كل مرحلة من مراحل التعليم؛ بدءًا من الصفوف الأساسية التي يتم فيها استخدام الأجهزة اللوحية والمنصات التفاعلية، مرورًا بالمدارس الثانوية التي تعتمد أنظمة تقييم إلكترونية، وصولًا إلى الجامعات التي تقدم مساقات رقمية معترفًا بها رسميًا.
ويُعدّ هذا التحول الرقمي خطوة محورية في تحقيق العدالة التعليمية؛ إذ يقلل من الفوارق بين المناطق الحضرية والريفية، ويمنح جميع الطلبة فرصًا متساوية للوصول إلى محتوى تعليمي متطور، كما يهيئ الأجيال الجديدة للتعامل مع سوق عمل يعتمد على المهارات الرقمية والابتكار التكنولوجي.
التعليم الإلكتروني كجسر نحو المستقبل
يمثل التعليم الإلكتروني في الأردن اليوم أكثر من مجرد استجابة ظرفية للأزمات؛ فهو جسرٌ يربط الحاضر بالمستقبل؛ فبفضل الشراكات التقنية مع شركات عالمية مثل مايكروسوفت وغوغل، وبجهود المؤسسات المحلية مثل منصة أستاذي Ostathi، أصبح التعليم الرقمي ركيزة أساسية في بناء اقتصاد المعرفة الأردني.
رابعًا: التعليم العالي والتخصصات.. مدخل إلى المستقبل
يُعدّ التعليم العالي في الأردن أحد أعمدة التنمية الوطنية، ورافدًا أساسيًا في بناء الكفاءات البشرية التي تشكّل قاعدة الاقتصاد الحديث؛ فمنذ تأسيس الجامعة الأردنية عام 1962، بدأ التعليم العالي يأخذ طابعًا مؤسسيًا متطورًا، لتتوسع المنظومة اليوم وتشمل أكثر من ثلاثين جامعة حكومية وخاصة، إلى جانب الكليات التقنية والمجتمعية المنتشرة في مختلف المحافظات.
التعليم العالي كرافعة للاقتصاد الوطني
يؤدي قطاع التعليم العالي دورًا محوريًا في تعزيز اقتصاد المعرفة ودعم سوق العمل الأردني بالكفاءات؛ إذ تسعى الجامعات إلى مواءمة برامجها الأكاديمية مع احتياجات السوق، وتطوير تخصصات جديدة في مجالات التكنولوجيا، والذكاء الاصطناعي، والطاقة المتجددة، والصحة الرقمية.
كما تمثل الشراكات بين الجامعات والقطاع الخاص ركيزة أساسية في تعزيز الابتكار وريادة الأعمال، مما يسهم في تحويل المعرفة إلى مشاريع إنتاجية وفرص عمل نوعية للشباب الأردني.
ترتيب الأردن وتصنيفه التعليمي
احتل الأردن مراتب متقدمة في عدد من المؤشرات التعليمية العربية، بفضل جودة الجامعات وكفاءة الكوادر الأكاديمية؛ فقد جاء ترتيب الأردن في التعليم ضمن المراتب الأولى عربيًا من حيث جودة التعليم العالي، واستمر في الحفاظ على سمعته الأكاديمية الإقليمية بفضل نظامه الصارم في الاعتماد وضمان الجودة.
وفي الوقت نفسه، يُعد تصنيف الأردن في التعليم الجامعي من بين الأفضل في المنطقة وفقًا لتقارير المنظمات الدولية، لا سيما في مجالات الطب، والهندسة، والعلوم التربوية، وتكنولوجيا المعلومات، هذا التقدّم يعكس جهودًا متواصلة في تطوير التعليم في الأردن وتحسين بيئة البحث العلمي وتشجيع الابتكار.
التعليم العالي والتخصصات الجامعية
يتّسم النظام الجامعي الأردني بتنوّع واسع في التخصصات الجامعية التي تغطي مختلف المجالات النظرية والتطبيقية، وتُعدّ الجامعات الأردنية مركزًا لاستقطاب الطلبة من مختلف الدول العربية بفضل مستواها الأكاديمي المرموق.
وقد ركّزت السياسات التعليمية الحديثة على دعم التخصصات التقنية والمهنية إلى جانب الأكاديمية، بهدف خلق توازن بين مخرجات التعليم ومتطلبات الاقتصاد، والحد من البطالة بين الخريجين.
ويبرز هنا دور المنصات التعليمية مثل أستاذي Ostathi في ربط الطلبة بالمدرسين والخبراء في شتى التخصصات، ما يساهم في تعزيز فهمهم للمسارات الأكاديمية المناسبة، ويساعدهم على اتخاذ قرارات واعية بشأن مستقبلهم الجامعي والمهني.
خامسًا: التعليم الصحي والتدريب المهني في الأردن
يشكل التعليم الصحي في الأردن أحد أبرز القطاعات التعليمية التي حققت تميزًا وسمعة إقليمية رائدة. فمن كليات الطب والتمريض والصيدلة إلى برامج التدريب السريري والمختبرات الطبية، استطاع الأردن أن يطور نظامًا تعليميًا صحيًا يُخرّج كوادر مؤهلة تساهم في دعم القطاع الطبي محليًا وعربيًا.
التعليم الصحي في الأردن: جودة ومعايير دولية
تتميز كليات التعليم الصحي في الجامعات الأردنية، مثل: الجامعة الأردنية، وجامعة العلوم والتكنولوجيا، والجامعة الهاشمية بمعايير أكاديمية عالية معترف بها دوليًا.
وقد ارتبطت هذه المؤسسات بشراكات بحثية وتدريبية مع جامعات عالمية، مما جعل خريجيها من الأكثر طلبًا في المنطقة، كما تسعى هذه الكليات إلى مواكبة التطورات الحديثة في مجالات الطب الرقمي، والذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية، والتعليم العملي عبر المحاكاة الافتراضية.
هذه التطورات لم تقتصر على التعليم الجامعي فقط؛ بل شملت برامج التدريب المستمر للعاملين في المجال الطبي، ضمن مساعي الأردن إلى تحسين جودة الخدمات الصحية وتحقيق أهداف التنمية المستدامة المتعلقة بالصحة والتعليم.
التعليم المهني في الأردن: جسر بين المهارة والفرصة
إلى جانب التعليم الأكاديمي، يُعدّ التعليم المهني في الأردن أحد المحاور الأساسية في تطوير الموارد البشرية وتحقيق التكامل بين التعليم وسوق العمل.
ويهدف هذا النوع من التعليم إلى تمكين الشباب من اكتساب المهارات العملية والتقنية التي يحتاجها الاقتصاد المحلي، مثل المهن الصناعية، والطاقة، والخدمات التقنية، والبرمجة، والضيافة.
تركز وزارة التربية والتعليم وهيئة تنمية المهارات المهنية والتقنية على رفع كفاءة هذا القطاع عبر شراكات مع القطاع الخاص، وتوسيع نطاق التدريب العملي، وإدخال التكنولوجيا في المناهج المهنية؛ هذه الجهود تسهم في تطوير المهارات المهنية ورفع كفاءة القوى العاملة، بما يعزز تنافسية الاقتصاد الوطني ويقلل من نسب البطالة بين الشباب.
التعليم الصحي والمهني كركيزتين للتنمية
يُجمع الخبراء على أن الاستثمار في التعليم الصحي والمهني هو استثمار مباشر في التنمية المستدامة؛ فبينما يرفد التعليم الصحي النظام الوطني بكوادر مؤهلة قادرة على تقديم خدمات طبية متميزة، يزوّد التعليم المهني الاقتصاد بمهارات تشغيلية متخصصة تدعم الإنتاج والابتكار.
ومن خلال مبادرات حديثة مثل منصة أستاذي Ostathi، أصبح من الممكن ربط الخبراء والمدرّبين مباشرة بالمتعلمين عبر بيئة رقمية آمنة وفعّالة، مما يتيح نقل المعرفة والمهارة بشكل أسرع وأكثر كفاءة، وهو ما يعكس التحول الحقيقي نحو التعليم القائم على التطبيق والمردود العملي.
سادسًا: أهداف التعليم في الأردن وسياسات التعليم الوطنية
على مدار العقود الماضية، تبنّت المملكة الأردنية الهاشمية نهجًا استراتيجيًا في تطوير منظومتها التعليمية، قائمًا على الاستثمار في الإنسان باعتباره المورد الأكثر استدامة، وتتمحور أهداف التعليم في الأردن حول تحقيق العدالة في فرص التعلم، ورفع جودة التعليم، وربطه بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية.
أهداف التعليم في الأردن: الجودة، والشمول، والابتكار
تهدف السياسات التعليمية الأردنية إلى بناء نظام تعليمي حديث قادر على تلبية احتياجات القرن الحادي والعشرين، ومن أبرز هذه الأهداف:
تحقيق تكافؤ الفرص التعليمية: من خلال ضمان وصول جميع الأطفال إلى التعليم الإلزامي، بغضّ النظر عن أماكن سكنهم أو أوضاعهم الاقتصادية.
رفع جودة التعليم: عبر تدريب المعلمين، وتطوير المناهج، واعتماد تقنيات التقييم الحديثة التي تركز على التفكير النقدي والإبداع.
تعزيز التعليم المهني والتقني: ليصبح خيارًا جذابًا للطلبة الراغبين في مسارات تطبيقية مرتبطة مباشرة بسوق العمل.
توسيع التعليم الإلكتروني: كوسيلة لتوفير فرص تعلم مرنة ومستدامة في مختلف المحافظات.
سياسة التعليم في الأردن: الأطر الاستراتيجية
تستند سياسة التعليم في الأردن إلى مجموعة من الخطط الوطنية التي تهدف إلى تحقيق التحول الشامل في القطاع، ومن أبرزها:
خطة تطوير التعليم نحو اقتصاد المعرفة (2003–2025): التي ركزت على دمج التكنولوجيا في التعليم، وتحويل المدارس إلى بيئات رقمية نشطة.
الاستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية (2016–2025): التي وضعت الإنسان في قلب التنمية، وربطت التعليم بالتشغيل وريادة الأعمال.
رؤية التحديث الاقتصادي (2022): التي أكدت أن التعليم هو المحرك الأساسي للنمو، وأن تحسين مخرجاته شرط أساسي لبناء اقتصاد قائم على المعرفة والابتكار.
التعليم الأردني في السياق الدولي
تتماشى هذه الأهداف والسياسات مع أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة (SDGs)، خصوصًا الهدف الرابع الذي يدعو إلى "ضمان التعليم الجيد المنصف والشامل للجميع وتعزيز فرص التعلم مدى الحياة"، كما تتقاطع مع مشروع رأس المال البشري للبنك الدولي الذي يركز على الاستثمار في التعليم والصحة لرفع إنتاجية الأفراد والمجتمعات.
إن هذا التوافق بين التوجهات الوطنية والدولية يعزز موقع الأردن كدولة رائدة في بناء أنظمة تعليمية حديثة تربط بين التكنولوجيا، والتنمية، والتمكين الإنساني.
سابعًا: لماذا التعليم مهم في الأردن؟
يُجمع الخبراء على أن أهمية التعليم في الأردن لا تقتصر على كونه وسيلة لاكتساب المعرفة؛ بل تتجاوز ذلك ليكون أداة للعدالة الاجتماعية والتنمية الاقتصادية والاستقرار الوطني؛ فالتعليم هو ما مكّن الأردن، رغم محدودية موارده الطبيعية، من بناء رأس مال بشري يُعد اليوم من بين الأفضل في المنطقة.
التعليم كمحرك للتنمية والعدالة الاجتماعية
منذ عقود، شكّل التعليم العمود الفقري لنجاح التجربة الأردنية في التنمية؛ فقد ساهم في خفض نسب الفقر، ورفع معدلات المشاركة الاقتصادية، وتعزيز مكانة المرأة في المجتمع، كما مكّن فئة الشباب من دخول مجالات جديدة في التكنولوجيا وريادة الأعمال والبحث العلمي.
واليوم، ومع التوجه نحو اقتصاد المعرفة، أصبح التعليم أساسًا لإنتاج الثروة وليس مجرد قطاع خدمي؛ إذ يرفد السوق بالمهارات التي تحتاجها المؤسسات، ويسهم في زيادة الإنتاجية والقدرة التنافسية للاقتصاد الوطني.
الخاتمة:
إن تجربة التعليم في الأردن تُعد قصة نجاح وطنية بامتياز، عنوانها الاستثمار في الإنسان، وتمكين المعرفة، وبناء مستقبل يرتكز على الفكر والعلم؛ فبين التعليم الإلزامي والمهني والعالي، وبين التحول الرقمي والتعليم الإلكتروني، أثبت الأردن أن الدول الصغيرة في مواردها يمكن أن تكون كبيرة بعقول أبنائها وإرادتهم.
ومع بروز التحديات الجديدة التي يفرضها العصر الرقمي، تبرز مبادرات مثل أستاذي Ostathi كحلول عملية تسهم في تطوير التعليم، وربط الطلبة بالخبراء، وتوسيع فرص التعلم أمام الجميع. فبفضل هذه المنصات، لم يعد التعليم حكرًا على مكان أو زمان؛ بل أصبح متاحًا بنقرة زر واحدة.
لأن مستقبل التعليم يبدأ من اليوم، ندعوك لاكتشاف تجربة تعليمية مختلفة مع أستاذي Ostathi : ابحث عن مدرسلتجد الدعم الأكاديمي الذي تحتاجه.
أو سجّل كمدرّس وكن جزءًا من مسيرة تمكين الخبراء في الأردن.
ففي وطن جعل من التعليم هويته، يبقى العلم هو الطريق الأقصر نحو الازدهار.